لوحة مربعة كانت أو مستطيلة بلا حدود و برواز المهم أن تكون لوحة بما تحويه من ألوان وخطوط وقضية إبداعية.
هاجس وتوجس وتفاعل مع ردود فعل مشحونة ومسكونة بالإبداع.
أما غير ذلك فلن تكون سوى عبث وبعثرة.
لم تعد اللوحة قطعة تجميل ذات مكياج وطلاءات ومفردات مغرية في جزء من غرفة نوم أو في زاوية لقاعة جلوس تطل منها امرأة حسناء ذات ابتسامة محرضة للنظر والإعجاب.
بل أصبحت اللوحة … شيئا من الفنان ووعياً ومعاصرة تحمل في طياتها آلاما وأمالا وطموحات وموروثاً فكرياً شاهداً لنوعية ذلك الإنسان كيف يعيش وكيف يتفاعل وكيف يفكر.
قد تكون بقعة حمراء أو خطا اسودا في فضاء رمادي وقد تكون دوائر ومربعات متماسكة أحيانا وأخرى تفترق ،توحي بشيء ما .. يسقط علامة استفهام .. تحرك سكون الذاكرة .. تحتاج إلى تمازج بينها وبين المتلقي.
والفنان عبدالله الشيخ شئ من ذلك الكل بينه وبين اللوحة علاقة أزلية تعاقد معها بكل أجزائه وتفاصيله واشهد على ذلك العقد كل أعضاء مرسمة ،فرش وألوان وأوراق قماش رسم بان يكون صادقاً وان تكون اللوحة اكثر صدقاً في نقل مشاعره فكان له ما يريد.
الأرض كانت البداية
الإنسان
الزمان
الأشياء
أفراح.. وأتراح وألوان تتقلب بتقلب طقس المشاعر ومساحات لا تقيدها حدود بقدر ما تنطلق كحصان جامح أو كفراشة ناعمة ترفرف بجناحيها دون ضجيج ليقدم بوحاً لا يسمعه إلا من يملك وجدانا مملوء بعش الجمال مؤطرا بمختزل ثقافي.
فالفنان عبدالله الشيخ يجمع الإبداعات في إبداع واحد اللوحة بالنسبة له صفحات كتاب أو قصة او قصيدة وربما مسرح او فيلم سينمائي تظهر معالم الواقع فيه دون ابتذال أو سذاجة بشيء من الرومانسية الحالمه تشاهد أبعادها وخفاياها من بين مساحات من الألوان والخطوط يغمس فرشاته في ألوان قزحية ويسدل عليها إيحاء مجللاً بأضواء القمر فنان عشق الرسم واستلهم عناصره من المعلم في مرحلته الابتدائية ثم استمر حتى النضج في معهد الفنون الجميلة ببغداد ودراسة التصميم في إنجلترا وبعدها مرحلة الخبرة والعطاء المتواصل والحضور المتألق.
الفنان عبدالله الشيخ وضع بصمته الإبداعية في وقت لم تصل فيه أصابع الكثير إلى قماش الرسم رغم تواجدهم الإعلامي وحصد العديد من الجوائز وأوجد له اسما في الساحة المحلية والعربية .
كتب محمد المنيف
الجزيرة 23 محرم 1418 هـ